لماذا يجب أن تبدأ الوقاية من تسوّس الأسنان منذ مرحلة الطفولة المبكرة؟

المقدمة

يُعَدّ تسوّس الأسنان من أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا بين الأطفال، ولكن الخبر السار هو أنّ هذا المرض يمكن الوقاية منه تمامًا ، بشرط الاهتمام به منذ بداية الحياة، أي منذ مرحلة الطفولةالمبكرة. يظنّ العديد من الآباء أنّ الأسنان اللبنية مؤقّتة ولا أهميّة لها، غير أنّ سلامتها تُشكّل الأساس لصحة الفم والأسنان مدى الحياة.


ما هو تسوّس الأسنان ولماذا هو شائع بين الأطفال؟

يحدث التسوّس عندما تتفاعل بكتيريا الفم مع السكريات الموجودة في الطعام، فتُنتج أحماضًا تعمل تدريجيًا على تآكل مينا الأسنان. وفي الأطفال، تكون طبقة المينا أرقّ، كما أنّ عاداتهم الغذائية تميل إلى تناول الأطعمة والمشروبات السكرية، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالتسوّس.


لماذا يجب أن تبدأ الوقاية منذ الطفولة المبكرة؟

  1. بدء تشكّل البكتيريا الفموية منذ الولادة:
    تنتقل البكتيريا المسببة للتسوّس من الأهل إلى الطفل عن طريق التقبيل أو استخدام الملاعق المشتركة أو الاتصال المباشر، لذلك يجب الحفاظ على نظافة الفم منذ البداية.

  2. غرس عادات صحيّة للعناية بالفم:
    تعليم وتنفيذ طرق تنظيف اللثة والأسنان بشكل صحيح منذ الطفولة المبكرة يساعد الطفل على اكتساب عادة الاهتمام بنظافة فمه وأسناه.

  3. تسوّس الأسنان اللبنية = اضطراب في نمو الأسنان الدائمة:
    تعمل الأسنان اللبنية كدليل لنمو الأسنان الدائمة، لذا فإنّ التسوّس الشديد أو المبكر قد يؤدي إلى فقدان الأسنان اللبنية ويسبب اضطرابات في النمو، والكلام، والتغذية، وحتى في شكل الفك.

  4. الوقاية أقل تكلفة وأكثر فاعلية من العلاج:
    يُعَدّ علاج تسوّس الأسنان لدى الأطفال — خاصةً في ظل خوفهم من طبيب الأسنان — أكثر تعقيدًا وتكلفة، بينما يمكن الوقاية منه بسهولة من خلال بعض الإجراءات البسيطة.


الطرق الفعّالة للوقاية منذ الطفولة المبكرة:

🍼 تنظيف لثة الطفل بقطعة شاشٍ مبللة بعد الرضاعة.
🦷 استخدام فرشاة إصبع خاصة بالأطفال بعد بزوغ أول سنّ.
🚫 تجنّب إعطاء الطفل زجاجة الحليب أو السوائل المحلاة أثناء النوم.
🧼 حرص الأم على نظافة فمها، إذ تنتقل البكتيريا من الأم إلى الطفل عن طريق التلامس.
👩‍⚕️ الفحص الدوري عند طبيب الأسنان ابتداءً من عمر سنة أو بعد بزوغ أول سنّ.


التجربة الناجحة في الدول الإسكندنافية:

في دول مثل الدنمارك، تُطبّق بروتوكولات الوقاية من تسوّس الأسنان منذ الطفولة المبكرة، وقد أدّت هذه البرامج إلى انخفاض ملحوظ في معدلات تسوّس الأسنان بين الأطفال حتى قاربت الصفر. الدكتور مجتبى بذرافشان، بخبرته في الدراسة والعمل ضمن نظام طب الأسنان في الدول الإسكندنافية، يعمل على تطبيق هذا النهج الناجح في إيران أيضًا.


الاستنتاج:

يجب أن تبدأ الوقاية من تسوّس الأسنان منذ الطفولة المبكرة، لأنّ هذه المرحلة تُعدّ الأهم في بناء صحة الفم والعادات الصحيّة للطفل. من خلال التعليم، والرعاية البسيطة، والفحوصات المنتظمة لدى طبيب الأسنان، يمكن بناء ابتسامة صحيّة للطفل — ابتسامة تدوم لسنوات طويلة.