التهاب اللثة أو التهاب دواعم السن (Periodontitis) هو نوع من الأمراض الجرثوميّة الناتجة عن نشاط البكتيريا الممرضة الموجودة في الفم. يحتوي تجويف الفم على ملايين الأنواع من البكتيريا، والتي إذا لم تُزال من سطح الأسنان بواسطة الفرشاة وخيط الأسنان خلال 48 ساعة من تناول الطعام، يمكن أن تتحوّل إلى جيرٍ ولويحاتٍ سنيّة تُسبّب التهاب اللثة. ولإزالتها من سطح الأسنان، يلزم إجراء تنظيفٍ احترافي باستخدام الأدوات فوق الصوتيّة (Ultrasonic) في بيئة العيادة.
لقد ثبتت العلاقة بين التهاب دواعم السن (Periodontitis) وزيادة خطر الإصابة بمرض ألزهايمر (AD). تُظهر الأبحاث أنّ البكتيريا المرتبطة بأمراض اللثة يمكن أن تدخل مجرى الدم وتصل إلى الدماغ، حيث قد تسهم في حدوث الالتهاب وتطوّر مرض ألزهايمر. إضافةً إلى ذلك، يشترك كلا المرضين في عوامل الخطر والمسارات الالتهابيّة ذاتها، ممّا يشير إلى وجود علاقةٍ ثنائيّةٍ محتملة بينهما.
فيما يلي نظرةٌ أكثر دقّة على هذه العلاقة:
الآليّات المحتملة:
غزو مباشر:
العوامل الممرضة للّثة، مثل Porphyromonas gingivalis (P. gingivalis)، يمكنها أن تغزو الدماغ مباشرةً عبر مجرى الدم، مما يؤدّي إلى إتلاف أنسجة الدماغ واضطرابها.
الالتهاب الجهازي:
يسبّب التهاب دواعم السن التهابًا جهازيًّا ويُطلق جزيئاتٍ التهابيّة في مجرى الدم. يمكن لهذه الجزيئات أن تعبر الحاجز الدمويّ الدماغيّ وتُسهم في حدوث الالتهاب العصبيّ، وهو أحد السمات المميّزة لمرض ألزهايمر.
إنتاج بيتا أميلويد:
أظهرت الدراسات أنّ P. gingivalis يمكن أن تزيد من إنتاج بيتا أميلويد، وهو جزء بروتينيّ يتراكم في دماغ الأشخاص المصابين بمرض ألزهايمر.
اضطراب فی الحاجز الدمويّ–الدماغيّ:
الالتهاب الناتج عن التهاب دواعم السن يمكن أن يُضعِف الحاجز الدمويّ الدماغيّ بشكلٍ محتمل، مما يجعل دخول الموادّ الضارّة إلى الدماغ أكثر سهولة.
العلاقة - المتبادلة:
زيادة خطر الإصابة - بمرض ألزهايمر:
الأشخاص المصابون بالتهاب دواعم السن لديهم خطرٌ أعلى للإصابة بمرض ألزهايمر مقارنةً بالأشخاص الذين لا يعانون من أمراض اللثة.
اضطراب فی الصحة الفم و الأسنان فی بمرض ألزهايمر:
قد يُصاب مرضى ألزهايمر بتدهورٍ إدراكيّ يؤدّي إلى الإهمال في نظافة الفم والأسنان، مما يفاقم أمراض اللثة. وهكذا تتكوّن حلقةٌ مفرغة، إذ يمكن أن يُفاقم مرض ألزهايمر مشاكل اللثة، في حين قد تُسرّع صحّة الفم السيّئة من تطوّر مرض ألزهايمر.
الاستنتاج :
التدخّل المبكّر:
قد يُعدّ التحكم في أمراض اللثة من خلال تطبيق إجراءات فعّالة للعناية بصحّة الفم جانبًا مهمًّا في تقليل خطر الإصابة بمرض ألزهايمر. إنّ الالتزام بنظافة الفم الصحيحة — بما في ذلك تفريش الأسنان بطريقةٍ سليمة، واستخدام خيط الأسنان بانتظام بعد كلّ وجبة، وإجراء فحوصاتٍ دوريّة كلّ ستة أشهر على الأكثر — لا يساهم فقط في الحفاظ على صحّة الفم والأسنان من خلال الكشف المبكر عن أمراض اللثة والأسنان، بل يساعد أيضًا في الوقاية من أمراضٍ أخرى مثل مرض ألزهايمر.
